Thursday, July 25, 2013

الطفل (قصة قصيرة)

الطفل (قصة قصيرة)
كتبتها: 01/11/2009


الفصل الأول:دهشة


استيقظ (محمد من نومه)علي صراخ زوجته من الغرفة المجاورة فأسرع إليها فوجدها تصرخ في وجه إبنه الذي لم يتجاوز سنه بعد الخمس سنوات وعندما سألها عن سبب صراخها كان ردها عصبيا وهي تصرخ في استنكار} لقد أوقع كوب القهوة من علي المنضدة{  فنظر إليها مندهشا ثم أبعد إبنه عنها وذهب إلي غرفته وأحضر كرسياً وجلس أمام الشرفة وبدأ يتذكر ذكريات أول يوم قابل فيه (هدي)زوجته.........

*****
الفصل الثاني:ذكريات

بعد سنتين من تخرجه من كلية الهندسة وجد عملاً كمهندس مدني في شركة كبيرة  وبعد إستقراره في الشركة بعام حدثت مشكلة ما بين إثنين من عمال الشركة وأدي ذلك إلي شجار بينهما وعندما كان هو يساعد في حل الشجار بينهما أزاحه أحدهما بقوة فارتطم بالماكينة المجاورة وسقطت علي قدمة قطعة كبيرة من الحديد فأصيب ولم يستطع المشي علي قدميه فسقط أرضاً , ولما كان الجميع  مشغول بفك الشجار لم ينتبه أحد له إلا هي ; فقد كانت الآنسة الوحيدة التي تعمل في القسم الخاص به وبالطبع كأي أنثي كانت لا تحب الشجار ولا تستطيع فك الشجار ; فرأته, فذهبت مسرعة إليه وعاونته علي النهوض و بدأ تسنده حتي طبيب الشركة الذي ضمد جراحه و أعطاه عصا ليتكيء عليها و أخذ إذن بالإنصراف وعندما خرج من عند الطبيب كانت تساعده علي بلوغ باب الإنصراف فشكرها ونظر إليها نظرات إمتنان أثارت شيئاً بداخلها فاحمر وجهها بحمرة الخجل و بادلته نظرة حياء خجل و.........
 بدأ التأمل......

كانت فتاة جميلة الوجه , فاتنة الملامح  , ممشوقة القوام , معتدلة الجسد , سوداء الشعر الطويل , خضراء العين , وكانت تُعرف في قسمها برقتها الشديدة و ذكائها الحاد و كانت تنظر إليه نظرات حب و حنان وكان هو يعرف في مقر عمله بالشجاعة و الكرم و حسن الخلق و بشهامته وكان وسيم الوجه , ممشوق القوام , أشيب الفودين مما يعطيه منظرا وقوراً رغم صغر سنه , رياضي الجسد و عريض المنكبين .

كانت من  نظراتها تريد ان تتعرف عليه معرفة أخري غير معرفة العمل التي يعرفها الجميع وكانت  تتمني أن يقابلها في مكان آخر ليتحدثوا... وكان المراد..... فلقد عرض عليها العشاء في مطعم فاخر من مطاعم القاهرة

وهذا كان يعني أنهما وقعا في الغرام

الغرام الحقيقي........

*****


الفصل الثالث:قصة حب و صدمة

جلس الإثنان علي مائدة بجانبها نافذة تطل علي النيل و بعد حوارات عرف منها انها تخرجت من كلية التربية النفسية وعملت أستاذة علم النفس بالشركة التي يعمل بها و كانت تريح العمال بكلماتها الرقيقة المهونة ومع كل ذلك عرف منها أنها تكره و بشدة الأطفال وكانت صدمة له حيث أنه يحب الأكفال حباً جماً وكان سيتقدم لخطبتها  من عمها الثري بعد وفاة والديها ولكنه أخّر الميعاد ليراجع نفسه ويراجع عقله
هل سيستطيع حقاً الحياة بدون طفل؟
بدون الوريث؟
بدون السند الذي سيحمله عند العجز و الكبر ؟

وبقي السؤال معلقا..........

ينتظر الإجابة

ولكن هيهات....... أين الإجابة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

*****

ذهب إليها ليخطبها قائلاً في نفسه } كل شيء يأتي بعد الزواج  , بالرفق و اللين  تحل أصعب المشاكل و العقد {

ولم يكن يعرف أنّه تسرع في أخذ قراره.....

فالقادم لم يكن مريحا أبداً..

أبداً............
*****

الفصل الرابع:مشاكل...مشاكل

تم الزفاف بحمد الله و شكره ولم تكن هناك عوائق تعيق الزواج إلي أن جاء اليوم الذي فاتحها فيه بموضوع الأطفال و الإنجاب وكان ردها واحد في كل مرة يفتح فيها هذا الموضوع } لا لا .... أطفال؟؟؟؟..لالالالالالا...إزعاج و هم و ذل { وكان يؤلمه هذا جداً حتي لو أرغمها علي الإنجاب فيجب أن يحسّن من سلوكها تجاه الأطفال....

بعد وقت جاء اليوم الذي لم يكن سعيداً أبداً علي (هـــدي), فلقد وضعها زوجها بين المطرقة و السندان
إمّا الإنجاب
و إمّا
الطلاق....

وكانت صدمة عنيفة.......
*****
من الأسباب التي جعلت حياة (محمد) مستقرة و جميلة هي انا (هدي) تحبه حتي النخاع فلم تشأ الطلاق وتم إنجاب اول طفل و سماه (مصطفي) ومنذ إنجابه لم يره أحد في الشركة سعيد بهذه الدرجة ولكن لا يوجد سعادة أبدية فبعد عام توفي إبنه بسكتة قلبية فحزن حزنا شديداً ولكنه صبرحتي انجب إبنه الثاني (فريد) الذي فرح أيضاً به وكان يحبه حباً شديداً ولكن المشكلة كانت تكمن في (هدي) حيث أنها صبرت وتحملت حتي تحافظ علي حياتها الزوجية وكانت عندما تغضب كان يخفف زوجها عنها بكلماته الرقيقة حتي بعد 3 سنوات لم تستطع الإحتمال فعزمت علي أنها لا تهتم بإبنها ولم تبالي بتهديدات زوجها لها ولكنه بدأ يتحمل لكي يحافظ علي علي حياته الزوجية.....
عندما وصل إلي هذه النقطة قام من مجلسه وذهب إبنه وواساه ولعب وضحك معه ثم ذهب إلي زوجته وهدأها وفض الخلاف بينها و بين إبنها, ولكن..........
هيهات......
المشاكل لا تنتهي أبداً.
تمت 
محمود سامي
01/11/2009

No comments:

Post a Comment