شخص سعيد جدا (قصة قصيرة)
كتبتها: 01/05/2010
استيقظ "سعيد سعد أسعد مفيش " من نومه علي صوت زوجته التي تصرخ طوال الوقت قائلة : " يلا يا بابا يلا علي شغلك ... عشان النهاردة القبض " .. سألها و هو يتثائب : "حيقبضوا علي مين ؟ هو طلعت مصطفي لسة ممسكهوش ؟ " ... ردت صارخة " نعم نعم ؟ إنت نسيت ... النهاردة واحد ... أول الشهر ... روح عشان تقبض فلوس المعاش يلا ... الولاد عاوزين فلوس الدروس الخصوصية ... وبنتك الصغيرة عايزة السكوتر اللي انا وعدتها بيه ." رد قائلا : " طب إنتي وعدتيها انا مال ممتيييي بالوعد ده ؟" ردت صارخة للمرة الثالثة :" يلا بقي بطل كلام كتيييير ولا ارفع الشبشب ؟؟" قال منهارا : " لا و علي إيه كفاية إمبارح ". ذهب إلي الحمام فلم يجد ماء في الحنفية فالقي سبة عنيفة وتذكر أول يوم رأي فيه زوجته .....
زوجته : مش تحاسب يا أخينا آآآآآآآيه قلة الأدب دي ؟
سعيد : انا آسف بس انا عملتلك حاجة؟ انا اعرفك أساسا ؟
نظر في عينها و رأي القرف و ...................... و نظر إلي وجهها فوجده مثل "الخيشة القديمة" فبدأ يفوق علي صوتها تهتف بالشاويش قائلة " يا شاويييش يا بييه يا حجة .... بيعكسنيييي"
- يا حجة انا عملتلك حاجة ده انا النهاردة لسه واخد جزا تلات ايام كمان آخد حبس ؟
- وانا مالي "يا شاوييييييييش "
- ذكرته بإسماعيل ياسين فقال برفق و حنان : " هالة .. تتجوزيني ؟؟؟؟"
- إحمرت و جنتاها من الخجل رغم نظرتها المتربصة قائلة : "تليفوني ...... انا فاضية من سبعة ل اربعة .. إحم إحم ... وأبويا بكرة أجازة حيستناك الساعة تسعة علي القهوة لو مجتش يبقي حتاخد حبس "
"أديني رحت الميعاد و بكرة بقيت في حبس بس مش تلات ايام دول تلات قرون ... يلا "
قالها لنفسه بعدما عادت المياه لمجاريها .... وهو يفكر لماذا تزوج من هذه المرأة ؟... ليست جميلة و لا لذيذة ولا طيبة و لاتعرف أعمال المنزل ولكنها تعرف كيف تأكل اللب و ترمي بالقشر في "أفايا " وانا بدلكلها رجليها لما برجع من الشغل جزاء إني نسيت غسل الصحون ....أأأأأأأأأأأأأأف
جالسا مع صديقه علي القهوة بالليل بعد إحضار المعاش و غسل الصحون و ترتيب المنز.... قائلا له :
رحت القهوة لأبوها اطلب منه يسبني في حالي مع إني معملتش لبنته حاجة ما علينا فطلعت إنها قايلالوه ان في عريس و حيجيله القهوة ... يا لهووووووووووي .. وطبعا رحت لقيت المزامير و الحصنة و ناس بترقص و لما وصلت" جروا عليا جري الوحوش كاني بحاول اركب الميكروباص و ملحقتهوش" .. ما علينا .... وراحو اعدوني جمبها في الزفة والعوني هدومي و لبسوني بدلة بيضة و قميص بني "ورحتها عرق " ولما شفتها لقيتها جايبة كل أنواع البوية وحطاها في وشها .."أستغفر الله العظيم " ولقيت المأذون و مضوني بالعافية و انا بصرخ و هي مبسوطة مع إني معرفش إسمها الحقيقي اللي هو نفيسة نفسة وده اسم مركب مش عارف ازاي مع انهم منعوا الأسامي المركبة ... حتقوللي ازاي اجوزتها .. أقولك اول اسبوع جواز كان عسل بس من بعدها حصل اللي حصل مبقتش طايقها اهه بقي ودلوقتي الواد الكبير عنده 14 سنة و الصغير 12 و الزئردة الصغيرة عندها 8 سنين و عاوزه سكوتر .. الله يرحم امها لما رفعت ميييت زغروودة يوم لما جابت لمبة سهراية و عزمت صحباتها علي وليمة والمصيبة انها جايتها اولد فاشون امال لو جابتها جديدة كانت عملت ايه؟
صديقه ضاحكا : ايه يا عم دي .... دي شبه مراتي بالظبط بس الفرق إني انا اللي اخترتها مش زيك بس سؤال بقي هو والدك الكريم و مراته ام كريم و كريم وافقوا علي ده ؟
رد عليه قائلا : ما البت صعيدية و ابوها عمدة في بلده و ابويا صعيدي و علي قد حاله ف ملقوش فرصة انضف من كده ..."ده رأيهم " .... وانا اللي ادبست يا معلم ..... شفت بقي حظ اخوك ؟
صديقه : هاهاهاهاهاهاااااااااا ...... ربنا يرحم الحج و الحج... هاهاهاهاهاهاه وال حجة هاهاهاهاهاه ...ألا صحيح ابوك حج قبل كده ؟
- وحيات والدك سيبني في حالي انا مش ناقصك كفاية المصيبة اللي انا فيها كفاية بقي كده عشان الحجة مراتي مستنياني اجبها العشاء من كوك دور الله يرحم أمها كانت تقعد عند الفرن و تعمل العيش البلدي اللي يقعدوا يكلوا فيه اليوم كله وحاف كمان .... ولا ايه .. كفاية اللي عندك... يلا بقي سلم علااااااكم
- سلم علاااكم ؟
- اه هي بتقولها كده ... متدققش ... سلام
- باي
في طريقه إلي المنزل كان يفكر في حياته هل سيجد بها جديد ام ستبقي روتينية إلي يوم ما يشوف مراته ميتة و وقتها .... اييييييييييييييء .... بووووووووووم .... سيارة مسرعت ألقت بأخينا ثلاثة أمتار إلي الخلف ... ها هاا ها هاا ... أنفاسه تخفق في شدة حتي .....
مشهد : شادر ضخم للرجال و آخر للسيدات وفي هذا المكان بالتحديد نسمع صوت "صرييييييخ " نفيسة:
يا جووووووزي يا ابو عيااااااالي ...كنت مستتاه .... كنت بعمله اللحمة البتلو ... وكنت فرشاله بيته ده حتي هدومه كنت بغسلهالوا كل يووووووووم ..... يالهوووووووي .......
صوت زغاريد ينبعث من علي أول الشادر وتأتي " أم هنية " مسرعة إلي نفيسة قائلة : مبروك ... "تعليق من الكاتب :جالك ولد زي العسل" ام هنية : الرجل بخير بس جاله كسر بسيط في السمانة وحيرجع بعد أسبوعين ويبقي مية مية .((عاملة شادر عشان في المستشفي بيعمل عملية ...فعلا مخلصة))
زغاااااااااااريد في كل حته وتعليق انوار وحصين و أغاني "أذكر هذا المشهد" وفي وقتها كانت نفيسة في المستشفي و هي تقول : يلا يا أبو السعد .... ارجعلنا بالسلامة ... رجليا جالها تشققات و السيشوار باظ والبركة فيك يا حبـ........" ولم تكملها بسبب صراخ سعيد: " لاااااااااااااااااااااااااااا" وسكنت حركته تماما ......................
قصة إنسان عاش سعيدا و مات ........................
"
انسان مطحون
بيعصر علي نفسه ليمون
محتاج حد يطبطب
ويحس بيه
لما يعرف حاجة حصلت
لواحد كان سعيد و مات
"
من مذكرات" سعيد"
1\5\2010
ذكري وفاة سعيد
عيد العمال
تأليف :
محمود سامي محمود
1\5\2010
No comments:
Post a Comment