شُـــــــــرفَة ودفء
كتبتها: 03/04/2013
إنها الخامسة عصرا ...
وبعد أداء الصلاة المفروضة ...
ممسكا قلما و دفترَ تدوين
ومتجها إلي الشُرفة ..
في هذا الجو المُعتم
ومن الطابق السادس
حيث الأشخاص قصار القامة و سيارات اللعب !
ناظرا إلي يدي
وإلي قلميَ الأصفر ذا الأرنب الأبيض المطبوع عليه ..
أتذكر من أهدتني إياه
وكم أسعدني يومِها بشدة ..
وأبدأ بتدوين ما أري ..
وما يراه قَلبي ..
وقَلَمــــي ...
الحكاية الأولي .. إنه حبيبي .. !
بجانبي يكون ...
إنه حبيبي .. !
لكم أحببته
وكم ضحيتُ من أجله
وكم آثرته علي نفسي
وعلي أحبتي ...
وكم تحملته
كم من مرةٍ قسي عليّ
وتحملته ...
لكم تمنيت أن يعشقني ..
كمـــا أفعل ...
وكم ...
وكم ..
وكم ...
بجانبي يكون ...
ولا ينظُرُ إليّ
حبيبي ...
لما لا تنظرُ إلي؟
ألست حبيبتك؟
ألست لك؟
ألا يُعجبكُ ردائي؟
لقد إرتديته خصيصا لك ...
سأخلعه إن أردت !
سأخلعه عاريةً من أجلك !
ألا يُعجبكُ تَبَرُجي؟
تبا ..
سأرتدي خمارا من أجلك ..
فقط من أجلكَ أنت .. !
ألا يُعجبكَ إلحادي؟
ألا تعلم سببه؟
إنّه أنــــت ..
فلكَ كَفَرتُ بكلَ شيءٍ ..
ولكَ و بكَ و إليكَ أكون ..
أنا لَـــــــك .. !
بجانبي يكون ...
إنه حبيبي .. !
وكأنما شَعَر بما يعتصر قلبي ..
فأمسك بيدي
ناظرا إلي
وهـــامسا:
" أحبكُ .. مثلما أنتِ .. "
الحكـــاية الثانية .. ولا تقولنّ
سيدةٌ في الأربعين من عمرها
وزوجها ..
وإبنتهما الصغري ...
تلهو أمام والديها أثناء مرورهما من هذا الشارع الهاديء
نسبيا ...
ممسكةَ في يَدها بالونة مُلونة ..
"أمي, أسنذهب للملهي يا أمي؟ أمي, أخبريني .. "
"بالتأكيد, صغيرتي"
تطبعُ قبلةَ علي جبينها الأحمر..
وفي وُدٍ تتعلق بزوجها
وترميه بإبتسامةٍ حنون ..
فينظر لها بحبٍ قائلا:
"ولا تقولن لشيء إنّي ف...."
"إحترسي ... "
تصيحُ أمها ...
فتنظر لها الفتاة مبتسمة قبل أن تُلقي إلي الخلف علي رأسها
وينسال دمها ..
في هلعٍ تصرُخُ الأم ..
ويبقي أباها متصلبا في مكانه ..
مرددا كلماته ..
"ولا تقولن لشيء إني فاعلٌ ذلكَ غدا إلا أن يشاء الله"
وتري دموعه تتساقَطُ من عينيه ..
يَا رَاحِلِينَ وَفِي أَحْدَاجِهِمْ قَمَرٌ ::::::: يَكَادُ يَعْبُدُهُ مِنْ حُسْنِهِ الْوَثَنُ
مُنُّوا عَلَيَّ بِوَصْلٍ أَسْتَعِيدُ بِهِ ::::::: مِنْ مُهْجَتِي رَمَقَاً يَحْيَا بِهِ الْبَدَنُ
الحكـــاية الثالثة .. أما للحُب من هودج؟
"فلتأتي معي .."
مُتبعةَ إياهُ حتي تلك المنطقة المقفرة المهجورة ..
أخرَجت مُشغل الموسيقا
وبدأت ألحان صوفية هادئة ...
"قد هَجرتُ الخلق و جميعا .. أرتجي"
مُتخذةً من الحُب شهوةَ لنفسها ..
وراقصةً معه علي ألحانها بخفةِ عروس ..
ومقتربةَ منه حتي كادت علي وشك تقبيله ..
و ..
رافعة يدها صافعة خده الباهت ..
مثيرةً في نفسه شهوةً مُشابهة ..
فإذ به يُجرجرها من شعرها الأحمر الناعم
صافعا ولاكما ..
سابا و لاعنا ..
فلسان قلبه يُخبره أنها..
مجرد أنثي ...
كيف لها أن تتجرأ عليه؟
فهو سيدها
وصاحبها
وحبيبها ..
وإذ بها تَبكي
مُغرقةً سُترتها الخليعة ...
فلسان قلبها يُخبرها بأنها قد ألحدت .. !
فريسة للكلام المعسول ..
والأحضان الدافئة ..
شاعرةً أنه قاتل كبريائها ..
وما ذنبها؟
ما ذنبها إذ هي أحبته و ملكته من نفسها؟
أما للحُب من هودج؟
ها هو الآن سيترُكها ..
ويعثُرُ علي غيرها ليذيقها سوطَ حُبه !
وإذ به يتوقف ..
لوهلة يتوقف ..
ويضمها إلي صدره في هدوء
هامسا:
" آسف, أكرهــــك"
فأخبرته معتصرةً جسده
"أنا لـــك"
وبدأت تُنشد
"أنا لك علي طول, خليــــك ليا"
وبقيت في حُضنه
حتي فوات الدهر ..
محمود سامي محمود
3/4/2013
No comments:
Post a Comment