أمومة
كتبتها: 23/08/2013
سَمِعت صوته فإنزاح عنها همها, وراح عنها كُل ما عانته في تلك الشهور التسع, فعندما نظرتُ في عينيها وجدت أجمل إبتسامة رأيتها علي وجه زوجتي منذ زواجنا, أجمل من تلك التي تمنحني إياها طوال الوقت, وهي تنظر إلي بكل حُبٍ. رأيتها تبتسم ويُشرق وجهها رغم تلك الدموع التي انهمرت من عينيها, كم أحببتها وقتها, وأحببت ذلك المخلوق الصغير الذي يشبهها, بل يشبهني! أيا كان, إنه لها, لقد عانت كثيرا, وتستحق أن يكونَ لها, وأن تعطيه إسما علي ذوقها, وتطعمه من ثديها, وتختار له ملابسه, كم زاد حُبي لها اليوم, ستكونُ أما رائعة بلا شك.
ذكرتني بأول ليلةٍ قضيتها معها, وكانت تُحدثني عن حلم الأمومة الذي لا يتخلي عن أي فتاة, ومرَ بها ذلك الطفل الصغيرالذي راح يجري من أبويه فحملته بهدوء وبدأت تُداعبه بحب أمٍ حقيقي, ولم يبكي بين يديها, بل تبسم لها و أعطاها قُبلة هادئة, وقتها تيقنت من أني قد إخترت الزوجة و الأم, فعلا تستحق أن يُضحي من أجلها الجميع, فيدللها والدها, ويحميها زوجها, وأن تكون الجنة تحت أقدامها.
زوجتي; ألقاكِ علي باب الجنة لندخلها سويا, وأقول لك: "السيدات أولا" لتدخليها بيُمناكِ, أو أحملك كما حملتك يوم زفافنا بفستانك الأبيض, وعقدك الفضي الذي يزينُ صدرك بعد أن عانينا سويا حتي أشتريته لكِ أثناء سنوات خطبتنا الطويلة, ووقتها سأخبركِ أننا قد إجتزنا إمتحان الدُنيا, وها نحنُ في نعيمٍ أبديٍ مع أبنائنا كما وعدنا الله.
محمود سامي محمود
No comments:
Post a Comment